شركات التداول الموثوقة

لماذا الدولار الأمريكي مهم للغاية؟

في بداية التاريخ، كان الاقتصاد يعتمد على المقايضة، وقد تغير هذا مع إدخال المال القائم على المعادن الثمينة، لما لها من دور هام بسبب ندرتها. لم يكن المال الورقي سوى ضمان لحيازة المعادن الثمينة.

وأمضى الدولار الأمريكي وقتًا طويلاً مربوطًا مباشرة بقيمة الذهب، حتى بعد أن حظرت الحكومة ملكية الذهب. ومع ذلك، دفعت الحرب العالمية الثانية العديد من البلدان إلى الاحتفاظ بذهبها في الولايات المتحدة، مما سمح لها بأن تصبح راعية ذهب عالمية وأكبر دائن في العالم. كان الدولار الأمريكي قابلاً للاسترداد مقابل الذهب — ليس للمواطنين المحليين ولكن للحكومات الأجنبية، وكان سعر الصرف 35 دولاراً للأوقية. وفي ظل هذه الظروف، لم تكن سوق الفوركس القائمة على المضاربة قائمة عمليًا، حيث كانت الدول تربط عملاتها بالدولار الأمريكي مع تذبذب نسبي ضئيل.

مع تضاؤل احتياطيات الذهب وارتفاع الالتزامات الخارجية للولايات المتحدة، أصبح هذا النظام غير مستقر، وعقب إلغائه في عام 1973، بدأ تعويم العملات مما أدى إلى إنشاء سوق العملات الأجنبية الحالية.

بحلول ذلك الوقت، كان الدولار الأمريكي متأصلًا في نظام التجارة العالمي لدرجة أنه استمر كعملة احتياطية عالمية في المقام الأول، من خلال تسعير السلع وخاصة النفط وطريقة تمويل ديون الأسواق الناشئة.

بطريقة ما، بات الطلب على عملة الولايات المتحدة قويًا، مما مكنها من استدعاء النقود الورقية من لا شيء واستبدالها بشيء، وهذا هو السبب الوحيد الذي يجعل الولايات المتحدة قادرة على تمويل برامج الإغاثة من الوباء بتريليونات الدولارات.

ومع ذلك، فإن هذا لا يأتي دون جانب سلبي، حيث حقق هذا النظام عجزًا أجنبيًا متزايدًا باستمرار. ومع انخفاض حصة الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، يتعين على العالم حتمًا إنشاء نظام جديد يتراجع فيه الدولار الأمريكي.

يُظهر التاريخ أنه لا توجد عملة تبقى على قمة العالم الاقتصادية إلى الأبد، وكان هذا هو الحال مع الجنيه الإسترليني، ومن المحتمل أن يكون مصير الدولار الأمريكي مشابهًا.

مع ذلك، حتى ذلك الوقت يظل الدولار العملة الأكثر رواجًا والأكثر سيولة والأهم من ذلك، الأرخص والأفضل لل تداول. وبالتالي، يظل الدولار الأمريكي محورًا رئيسيًا في النظام الاقتصادي العالمي، مدعومًا بتاريخه الطويل كعملة استقرار وثقة. على الرغم من التحديات والتغيرات الاقتصادية العالمية، يبدو أن الدولار الأمريكي سيحافظ على دوره القيادي في الاقتصاد العالمي لسنوات قادمة.