تأثير تصريحات الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد والأسواق المالية

بعيدا عن متطلعات الاحتياطي الفيدرالي لبداية هذا العام والتوقع بشأن خفض أسعار الفائدة بحدود 75 نقطة أساس، فقد فاجأت آخر التصريحات الأسواق بأن المجلس الفيدرالي الأمريكي لن يقوم بالعمل على خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في 25 و26 يناير. ويأتي هذا القرار داعما للبيانات التي صدرت مؤخرا والتي لا تشير الى الامل بخلق اقتصاد قوي وغني، علاوة على ذلك سيترتب عدة عواقب بشأن اللجوء الى قرار تثبيت أسعار الفائدة وممارسة السياسة النقدية المتشددة من جديد.

فبات هذا القرار هو الوارد، وذلك بعد الإقرار بأن البيانات التي صدرت مؤخرا لا تدعم خفض أسعار الفائدة وعلى الأرجح أن يستمر هذا النهج حتى شهر مارس، عقب التصريحات المعلنة من الاحتياطي الفيدرالي مؤخرا، مصرحا بأنه موعد مبكر للغاية وأن معدلات التضخم ما زالت مرتفعة ولا يزال أمامهم المزيد من العمل الذي يتعين عليهم القيام به. وبالرغم عن هذه التصريحات، يبقى الامل موجودا والاحتمال بخفض أسعار الفائدة ما زال مطروحا للأشهر القادمة.

توقع مجموعة من اقتصاديين مورجان ستانلي بخفض أسعار الفائدة لعام 2024 والتي جاءت داعمة لآخر تصريحات من البنك الاحتياطي الفيدرالي حول خفض أسعار الفائدة، ونذكر هنا العوامل التي اعتمدتها مورجان ستانلي لتوقعاتها:

• استمرار ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، والذي بلغ 7.5% في ديسمبر.

• ضعف النمو الاقتصادي العالمي، والذي قد يدفع الفدرالي إلى إعادة النظر في خطته لرفع أسعار الفائدة مما يؤدي الى ارتفاع أسعار الفائدة على القروض والرهون العقارية أيضا.

• المخاوف بشأن الحرب في أوكرانيا، والتي قد تؤدي إلى تفاقم التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.

وإذا ثبتت صحة أقوال مورجان هل سيدفع ذلك الفيدرالي الى الشعور بالقلق حول رفع أسعار الفائدة والدخول بموجة الركود الاقتصادي؟ وما هو تأثير الأسواق على تصريحات البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة؟

تلعب تصريحات البنك الفيدرالي حول أسعار الفائدة دورًا بارزًا في تحديد الاتجاهات في الأسواق المالية، عندما يعلن البنك الفيدرالي عن تغييرات في أسعار الفائدة، ينعكس ذلك على أسعار الفائدة في جميع أنحاء الاقتصاد، بما في ذلك أسعار القروض والرهون العقارية والسندات وتتسبب تصريحات البنك الفيدرالي في تقلبات كبيرة في الأسواق المالية. على سبيل المثال، إذا أعلن البنك الفيدرالي عن زيادة حادة في أسعار الفائدة أكثر من التوقعات، قد يؤدي ذلك إلى هبوط في أسعار الأسهم وارتفاع في أسعار السندات.

فيما يلي بعض التأثيرات المحتملة لتصريحات البنك الفدرالي حول أسعار الفائدة على الأسواق المالية:

• أسعار الأسهم: قد تتسبب تصريحات البنك الفيدرالي في تقلبات كبيرة في أسعار الأسهم. على سبيل المثال، إذا أعلن البنك الفيدرالي عن زيادة حادة في أسعار الفائدة أكثر من التوقعات، قد ينجم عن ذلك هبوط في أسعار الأسهم، نظرًا لأن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة مما يزيد من تكلفة الاقتراض على الشركات والافراد. 

• أسعار السندات: يمكن أن تؤدي تصريحات البنك الفيدرالي أيضًا إلى تقلبات كبيرة في أسعار السندات فعلى سبيل المثال، إذا أعلن البنك الفيدرالي عن رفع أسعار الفائدة بشكل أكثر حدة من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار السندات، وذلك لأن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل السندات أكثر جاذبية للمستثمرين، حيث توفر عائدًا أعلى.

أسعار الفائدة لها دور حاسم في تشكيل الأداء الاقتصادي لاي بلد وتؤثر بشكل كبير على مختلف القطاعات مثل:

• قطاع الاستثمار والنمو الاقتصادي: تؤثر أسعار الفائدة على قرارات الاستثمار للشركات والأفراد وبالتالي انخفاض أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر جاذبية، مما يشجع على زيادة الاستثمار وتحفيز النمو الاقتصادي.

• تمويل المشاريع: انخفاض أسعار الفائدة يعني تكلفة الاقتراض المنخفضة، مما يجعل تمويل المشاريع الكبيرة أكثر إمكانية، مما يعزز النشاط الاقتصادي.

• الاستهلاك القروض الاستهلاكية: تأثير أسعار الفائدة يمتد إلى القروض الاستهلاكية، حيث يمكن أن تشجع أسعار الفائدة المنخفضة الأفراد على زيادة الإنفاق وشراء السلع والخدمات.

• سوق العقارات أسعار الرهون العقارية: تؤثر أسعار الفائدة على تكلفة الرهن العقاري وبالتالي انخفاض أسعار الفائدة يجعل التمويل العقاري أكثر توفرًا وبتكلفة أقل، مما يحفز سوق العقارات.

• التأثير على قيمة العملة: فارق أسعار الفائدة بين البلدان يؤثر على قيمة العملة، فعندما تكون أسعار الفائدة أعلى في بلد ما، يمكن أن يزيد ذلك من جاذبية عملته، والعكس صحيح.

• التضخم والتحكم به: يمكن استخدام سياسات الفائدة للتحكم في معدلات التضخم، زيادة أسعار الفائدة يمكن أن تقلل من الإقراض وتحد من التضخم، في حين يمكن خفضها أن يعزز الإقراض

وفي الختام، يظهر بأن تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بما يتعلق بأسعار الفائدة له دور كبير في توجيه الاتجاهات الاقتصادية والأسواق المالية. فتحديد سياسة الفائدة، متساهلة أم متشددة تعكس استجابة الفدرالي للتحديات الاقتصادية الحالية وتوقعاته بالمستقبل.

كما وتقدم توقعات مورجان ستانلي نظرة مستنيرة حيال التأثيرات المتوقعة على النمو الاقتصادي والتضخم، مع التركيز على عوامل مثل ارتفاع معدل التضخم، وضعف النمو الاقتصادي العالمي، والتوترات الجيوسياسية ويبقى مراقبة ردود الفعل في الأسواق المالية أمرًا حيويًا، حيث تتأثر بشكل كبير بتطورات سياسات الفدرالي على المستثمرين والمتداولين أن يظلوا حذرين ومستعدين لتعديل استراتيجياتهم بناءً على التطورات الاقتصادية والنقدية المستجدة.

تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.