2024-01-18 08:50AM UTC
بدايةً سنستعرض وجهات النظر حول فوائد ومساوئ هيمنة الدولار الأمريكي. عندما يرتفع سعر صرف الدولار تصبح تكلفة المستوردات بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية أقل، ولكن الصادرات تصبح أكثر تكلفة، مما قد يضر بالصناعات المحلية الأمريكية التي تصدر سلعها إلى خارج الولايات المتحدة الأمريكية ويؤدي ذلك إلى ارتفاع في معدلات البطالة وقد يتسبب في ركود اقتصادي. وقد يتفاقم هذا الخلل في التوازن إن تزامن مع بعض الاضطرابات المالية والتي عادةً ما تحصل في بيئة تكون أسعار الفائدة فيها مرتفعة. ويعتقد بعض المحللين بأن تكلفة هيمنة الدولار وارتفاع سعر صرفه يؤثر بشكل كبير على الصناعات الأمريكية وبالتالي فإنه يتوجب على الولايات المتحدة أن تتنازل طواعيةً عن هذه الهيمنة. بينما يختلف اقتصاديون آخرون، بحجة أنه من الطبيعي أن يكون هناك رابح وخاسر بدولارٍ قوي. ويؤكد هؤلاء الخبراء أن الخسائر التي يتعرض لها المصدرون تقابلها مكاسب للمستوردين، وأن الوضع بشكل عام يمثل فائدة صافية للاقتصاد الأمريكي.
على الجانب الأخر فإن الولايات المتحدة تتضرر من التلاعب بالعملة الذي قد تقوم به بعض الدول من خلال تجميع أكبر قدر ممكن من الدولار الأمريكي بهدف تخفيض أسعار صرف العملة المحلية وبالتالي ارتفاع حجم وقيمة صادرات هذه الدول وتصبح أكثر قدرة على المنافسة، بينما ستصبح الصادرات الأمريكية أكثر تكلفةً. ومؤخراً كانت الصين من أمهر الدول في القيام بهذه الأفعال مع أنها قلصت من هذه الأفعال في السنوات الأخيرة. وقد أدت هذه الطريقة في التعامل مع هيمنة الدولار من قبل الصين إلى حصول تشنجات سياسية وأدت إلى عقوبات اقتصادية من قبل الطرفين. مثال آخر على التلاعب بالعملات كان خلال جائحة كوفيد-19، حيث اشترت بعض الاقتصادات المتقدمة مثل تايوان وسويسرا الدولار واليورو للحفاظ على قيمة عملاتها وتنشيط الصناعة المحلية واستمرار التصدير.
هل هناك منافسة حقيقية للدولار الأمريكي؟
في الواقع بدأت مؤخراً بعض الدول تقاوم الدولار الأمريكي على نحو متزايد. فعلى سبيل المثال في قمة دول البريكس في أبريل 2023، تساءل الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، "لماذا لا يمكننا القيام بالتجارة على أساس عملاتنا الخاصة؟" سواءً كانت العملات المحلية أم البدائل النقدية الأخرى، فإن البدائل المقترحة المرشحة لمنافسة الدولار والأكثر شيوعاً فلها مشاكلها الخاصة وسنقوم هنا باستعراض مبسط للعقبات التي يمكن أن تواجهها العملات المرشحة للتنافس مع الدولار:
مستقبل الدولار
يتفق العديد من الخبراء على أن الدولار لن يتم تجاوزه كعملة احتياطية رائدة في العالم في أي وقت قريب. وإن الأمر الأكثر ترجيحاً هو مستقبل يتقاسم فيه الدولار الأمريكي النفوذ ببطء مع بعض العملات الأخرى، والجدير بالذكر هنا أن هذا الاتجاه يمكن له أن يتسارع بسبب الاستخدام العدواني للعقوبات الأمريكية وتزايد سلطة الولايات المتحدة المالية واستخدامها كأداة سياسية. وفي حال فقدان الدولار وضعه الاحتياطي المهيمن، فإن الولايات المتحدة ستعاني من تداعيات اقتصادية وسياسية خطيرة. إذ أنه في غياب هيمنة الدولار، فإن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تفقد القدرة على الاقتراض بسرعة وبتكلفة زهيدة، الأمر الذي قد يلحق الضرر بقدرتها على تمويل استثمارات البنية التحتية وبرامج الرعاية الاجتماعية ومتطلبات الدفاع. كما أن التخلص من هيمنة الدولار من شأنه أن يعيد كتابة قواعد النظام المالي العالمي، ففي ظل نظام غير الدولار ستكون القواعد والأدوات مختلفة تماماً.
تنبيه: هذا المحتوى هو معلومات تعبر عن رأي كاتبها فقط ولا يشكل نصيحة مالية أو إستثمارية، ولا تقدم شركة (ACY) أي تعهد أو ضمان فيما يتعلق بدقة أو إكتمال المعلومات المقدمة من قبل كاتب المحتوى، ولا تتحمل أي مسؤولية عن أي خسارة ناجمة عن أي إستثمار قائم على توصية أو تكهن أو معلومات مقدمة في هذا المحتوى.
2024-05-09 12:34PM UTC
2024-05-09 11:57AM UTC
2024-05-09 11:38AM UTC
2024-05-09 09:34AM UTC
2024-05-09 09:34AM UTC
2024-05-09 05:59AM UTC